Mar 16, 2008

حكايات






قعدت جنب جدتى زى عادتى أسمع حكاويها الممتعة وأجمل مافيها انها كلها حكايات حقيقية لأشخاص حقيقين مازالت اسمائهم تتردد فى العائلة وفى البلد لغاية دلوقتى


ورغم أنها بتعيد كتير من حكايتها بس بقعد اسمعها تانى علشان احفظها أو يمكن تقول حاجة نسيتها وهى بتحكيها المرة الاولى وكانت بتقعد تقولى كمان فى كل مناسبة أبيات شعر حفظتها من جدى ، مش عارفة ان كان جدى فعلا شاعر ولا كان حافظ من الكتب القديمة
فى اليوم ده قالت لى حكاية أول مرة اشتروا فيها تلفزيون كانوا أول بيت فى الحى يدخلوه بيتهم وتانى يوم كانت قاعدة بتتفرج على مذيع فى برنامج بتسمع هو بيقول ايه لاقت أخوها الكبير دخل عليها بيزعق ايه اللى بتعمليه ده .. قاعدة بتتفرجى على راجل يا..... وشد سلك التلفزيون بعصبية ولم جه جدى عاتبه ازاى يشترى تلفزيون فى بيته بيجيب صور رجالة طول النهار وهو مش موجود
كان تصرفه فى الوقت ده مش من ناحية حرام وحلال وغض البصر والكلام ده بس ولكن كان الدافع الرئيسي هو الغيرة على أخته من صور الرجالة

والغريب ان اخوها عنده 95 سنة الآن ورغم كده ما دخلش التلفزيون بيته لغاية دلوقتى



كان متجوز واحدة من البلد أصغر منه بحوالى 12 سنة والرجالة فى الوقت ده كانوا بيتجوزوا بدرى أحيانا قبل ما يوصلوا للعشرين يعنى ماكانتش وصلت لل11 سنة ويمكن أقل كمان بس لغاية لما ماتت وهى عندها 48 سنة ماخرجتش بره البيت لوحدها ابدا وماشفتش تلفزيون خالص وماكنش عندها تليفون
كانت بتصحى الصبح زى بقية الستات زمان تعمل الفطار وتعمل الصابون فى البيت وتخبز العيش وتغسل على ايديها وترضع وتربى العيال ( أصل كان عندها 7عيال ورا بعض الفرق مابين كل عيل والتانى سنة ولا اتنين ) وتعمل الغدا بعد لما تدبح فرخة ولا بطة بأيديها من اللى كانت بتربيهم
فى البيت وتكنس وتمسح البيت ده غير طلباته لما يرجع من الشغل
ولما ماتت كان لسه عنده ستين سنة أولاده معظمهم اتجوزوا منهم اللى اخد دبلوم تجارة ومنهم اللى اخد بكالوريوس من جامعات الأزهر بس بناته ماخرجتش من البيت و كان بيجيب لهم شيخ فى البيت يحفظهم القرآن لما هو يكون موجود أو حد من أولاده الكبار أصل البنات ماكنتش بتقعد معاه كتير كان يدوبك مابين سن ال12 و15 سنة يجوزهم
وبعد موت مراته أولاده أصروا أنه يتجوز تانى علشان مايقعدش لوحده وفعلا اتجوز بنت عندها 18 سنة زى القمر والبنت كانت مبسوطة واهلها مبسوطين ان الشيخ سيد من عائلة "المسلمية " هايتجوز بنتهم وها تعيش معاه فى مصر لانهم كانوا عايشين فى البلد من غير عائلة
أصل البلد بتاعتنا مافيهاش غير خمس عائلات بس ومع الزمن لاقوا ناس جم يعيشوا معاهم من أماكن مايعرفوهاش اتجوزا وخلفوا بس ماحدش من الخمس عائلات كان بيرضى يتجوزهم علشان مايخدوش اسم العائلة لانهم كانوا بيقولوا عليهم دول ناس مالهومش أصل يبقى كانوا عاملين حاجة وحشة وهربوا من بلدهم أو من الحكومة أو ولاد حرام

أما عائلتنا فكانت عائلة بيحكوا عنها ان كلها مشايخ وولادهم مبروكين، قبر جدى الكبير من ناحية الأم مكتوب عليه شجرة العائلة وبيقولوا أننا من الأشراف يعنى من سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام ولينا أكتر من واحد فى العائلة لما مات عملوا له مقام فى البلد
بس الله أعلم ان كان الكلام ده صح ولا زى ما عائلة بابا بتقول ان أجدادى من ناحية الأم كانوا بيضحكوا على الناس وبينصبوا عليهم وأقعد اضحك على كلامهم لأن العائلتين أصلهم عائلة واحدة يعنى ولاد عم وبينهم علاقة دم زى مابيقولواومهما كان اهو الواحد بيفرح أن عائلته ليها تاريخ ممكن نحكيه لولادنا .. نرجع للحكاية بقى ...ولما اتجوز البنت ديه خلف منها أربع عيال اتنين منهم اتولدوا بعد ما وصل لل70 سنة كان بيمشى فى الحارة وهو
عنده80 سنة وعيلين عندهم 9 و10 سنين ماسكين فى ديل جلبيته كأنهم ولاد أحفاده مش ولاده وأمهم كانت عايشة بنفس طريقة مراته الأولى بس كان مسموح لها انها تسمع اذاعة القران الكريم فى الراديو بس ولغاية دلوقتى عايشين مع بعض هى عندها 53 سنة وهو
عند ه 95 ولسه بيروح الدكان بتاعه كل يوم ساعتين ويقف يبيع بس بيقولوا ماحدش بيشترى منه لانه بيفتح بعد لما يصلى الفجر فى الجامع ويسبح لغاية الشروق ويقفل الساعة 7 الصبح وبعدين يفتح بعد صلاة العشاء ساعة كمان




بس اللى سمعته ان الولاد فى الحارة مش بيشتروا منه حاجة لان كل حاجته منتهية الصلاحية وماجبش بضاعة من يجى 3 سنين بس مراته وولاده بيقولوا انهم سايبينه يفتح الدكان كل يوم علشان هو بيبقى مبسوط لما بيعمل كدة


أحيانا كنت أمشى فى الشارع اللى فيه المحل بتاعه وألاقيه قاعد أروح أسلم عليه وأنا عارفة أنه مش شايفنى أوى ولا عارفنى من المية البيضاء اللى على عينيه الاتنين بس أقعد أفكره بيا أنا مى بنت فلانه وجدتى فلانه وجدى فلان


يقولى ازيك وازى امك وابوك وستك عاملة ايه ابقى قوليلها معلش مش قادر اروح لها أصلى مابقتش أعرف امشى زى الأول
أقوله حاضر يا عمو السيد بس ابقى خد بالك من نفسك وادعى لى

8 comments:

صحفية روشة said...

انتى عامله زيى
انا بعشق بعشق حكايات جدتى وكلامها عن ايام زمان
بحس انه تراث واجب عليا حفظة يمكن اقدر انقل جزء منه لاولادى
ويا سلام عليها وهى بتقول انهم كانو بيجيبو السمنه فى طشوت(جمع طشت) كبيرة وكان بيجيبو الفاكهة بالقفص مش بالكيلو
واديها شايفة حالنا دلوقت بتقول اننا اتفقرنا والبلد باظت

Mohamed Hesham Safa said...

بوست حلو من حيث طرقة السرد والحكاية
ويا ستي ربنا يديله طولة العمر والصحة
.........
والسـ ختام ــلام

Rain_Drops said...

أنا مش مصدق إن لسه فيه ناس بتقعد تسمع حكايات الجدات زيي ، كنت فاكر إني الوحيد اللي باقي في مصر عنده مرض الحنين إلى الماضي ، تيجو نعمل نادي نوستالجي و كل واحد يجمع فيه قصص الأجداد دي و أهو ويكأنه استثمار يعني؟

micheal said...

حاسس أني قرأت البوست ده قبل كده
:)

تائهة فى أرض الأحلام said...

صحفية روشة

انا كمان كنت بسمع ماما وجدتى وهما بيقولوا انهم كانوا بياكلوا زمان كتير اوى ويمكن ياكلوا قالب سمنة بلدى مع حتة عيش
وكانوا بيبجيبوا برده الفاكهة بالاقفاص بس هما كانوا عايشين 8 فى بيت واحد

اكيد حياتهم كانت احلى

تائهة فى أرض الأحلام said...

محمد هشام

اهلا بيك فى مدونتى واتمنى انك تزورها دائما

تائهة فى أرض الأحلام said...

rain drops

أنا موافقاك على الفكر اعمل البلوج وانا عندى يجى 100 حكاية اقولها
لانى انا كمان عندى مرض الحنين الى الماضى

تائهة فى أرض الأحلام said...

مشيل

اكيد ما انا كنت حاطاه قبل النكسة
اللى حصلت فى مدونتى
اتمنى اشوفك فى البوست الجاى