كانت عاشقة للقراءة وجدت فى القراءة الصديق والحبيب عاشت كل رواية قرأتها وكأنها هى بطلة الأحداث وهى التى كتبتها
وفى يوم نزلت إلى المكتبة كعادتها لتشترى كتابا جديدا وجدت كتابا يحمل اسما غريبا وهو "نفوس فى الظلام "
للكاتب الدكتور خالد عثمان انه الدكتور النفسانى الذى كان يعالجها على مدار عامين كاملين
ثم توقف منذ عام تقريبا عن العلاج لأنها تحسنت كثيرا وشعرت انها تحبه وعندما صارحته قال لها بأسلوب لطيف وهادئ
أن كل المرضى يشعرون بما يسمى الحب الوهمى للدكتور الذى عالجهم لأنه يساعدهم ويفهمهم
فيشعرون انهم لا يستطيعون الحياة دونه
ولكن بعد العلاج يعيشون حياتهم بطريقة طبيعية وينسون الدكتور وينسون انهم كانوا مرضى
أما هى فلم تنساه وتشعر أنها تحبه بصدق فهى لم تحب فيه مجرد شخصية الدكتور النفساني الذى فهمها واستمع الى مشاكلها وأحاسيسها ومشاعرها وساعدها فى الخروج من ظلام الاكتئاب
لأنها تعلم جيدا أن أى دكتور نفسانى آخر لديه نفس الصفات لأن هذه الصفات تخلقها دراسة الطب النفسى عموما ، فهى أحبت فيه الانسان وليس الدكتور
حولها رجال كثيرون وكانت تعتقد أن الرجل ليس إلا مجرد صفة يطلقونها على أى انسان تختلف معالم جسده عن معالم جسد المرأة
ولكن عندما اقتربت من الدكتور خالد شعرت بكائن غريب لم تشعر به من قبل ، كائن رقيق لديه مشاعر جميلة وحب لا نهائى يكفى كل البشر ، كائن يكفيها عن الناس كلها فهى تشعر بجانبه أنها لا تحتاج لأى شئ آخر فى هذه الحياة
أشترت الكتاب ورجعت الى بيتها جلست على مقعدها الهزاز فى غرفتها بعد أن أطفأت مصباح الغرفة الأساسى وأضاءت مصباح صغير بجانب مقعدها
فكم كانت مشتاقة الى أى شئ يطفئ نار حنينها إليه غير الأدوية والمهدئات التى مازالت تتناولها حتى تخفف احساسها بالحزن واليأس والكآبة
فتحت أول صفحة فى الكتاب ولم تتملكها الدهشة حين رأت أن الفصل الأول فى الكتاب يحكى مآستها مع الأكتئاب واليأس والاحباط والاضطراب فيقول
كانت تتمنى الموت فى كل لحظة وحاولت الانتحار عدة مرات
وبعد عامان من العلاج تحسنت حالتها ولكنها لم تشفى تماما لأنى لم أستطع أن أجعلها تغير النظرة التشاؤمية التى تنظر بها نحو الحياة
ولكنى أستطعت أن أجعلها تتأقلم مع أفكارها بحيث لا تكون عقبة لها بل تكون حافز لها على النجاح
لأن فكرها واقعى جدا ينظر الى بعيد فعندها يقين بفناءها وفناء العالم فى القريب ولديها الحجج والبراهين التى لا تسمح لأحد أن يغير هذه الفكرة
فاستطعت أن أجعل هذه الحجج والبراهين هى الدافع لها لأن تقوم برسالتها فى الحياة وبالفعل آمنت أنها خلقت من أجل القيام بتنوير المجتمع واختارت أن تكون من طبقة مثقفى المجتمع كما أنها بدأت تكتب وانا الآن فى انتظار أن أرى لها كتابا أو بحثا فى مجلة اجتماعية ، وكانت من أغرب الشخصيات التى جذبتنى اليها ............."ء
وأكملت قراءة الكتاب لتجد أن أكثر من نصف الكتاب يحكى عنها والباقى يضم عدة حالات أخرى
فى اليوم التالى اتصلت به وتعرف على صوتها من كلمة " الو"
فقالت عرفت أنه أنا بهذه السرعة يبدو أنك كنت فى انتظار مكالمتى .
فرد قائلا أنا دائما فى انتظار كل من أريد أن أطمئن عليه .
ضحكت وقالت مازلت ترفض أن تعطينى أى صفة أخرى غير صفة المريضة .
فرد بحدة أعتقد أنك بصحة جيدة الآن ولا يحق لى أن أقول عليك مريضة .
وإن لم أكن كذلك لم كتبت عنى أكثر من نصف كتابك "نفوس فى الظلام
لأنك تغلبت على المرض النفسى فأردت أن تكونى مثلا يحتذى به الآخرين .
فتنهدت وقالت ولكنى لم أشفى كما قلت وكل مافى الأمر انى تأقلمت مع أفكارى ونفسى ومازلت لا أستطيع النوم إلا بمنوم ولا أتخلص من الصداع إلا بمهدأ .
فرد بحدة أنا لا أستطيع أن أخلقك من جديد فأنت لا تتوقفين عن التفكير وليس بيدى شئ أفعله لك سوى انى أساعدك إما بالتخلص من أفكارك وأنت مقتنعة بأفكارك بشكل قوى جدا
وترفضين العلاج بجلسات التنويم الايحائى و إما أن أساعدك على التأقلم مع أفكارك وانت التى اخترتى الحل الأخير وسبيلك الوحيد للراحة من التفكير هو المهدئات والمنوم
وبعد أكثر من ساعة انتهت المكالمة وقد عبر لها عن رغبته فى أن يكون بينهم صداقة ، ولكنها لم تكلمه بعدها حتى لا تشعل نيران الحب فى قلبها مرة أخرى
وبعد أسبوع اتصل بها وسألها عن غيابها عنه فانتهزت الفرصة لتتأكد أنه فعلا يحبها أم لا
فقالت له أعذرنى يا خالد فأنت لن فأنت لن تستطيع أن تكون لى صديق لأنك كنت بالنسبة لى حبيب والحبيب لا يستطيع أن يتحول الى صديق وأنت رفضت الحب وأنا لا أريد أن يحترق قلبى من أجل صداقة لن تستمر لأن التقاليد والمجتمع لن يسمحوا لها بالاستمرار
وسكتت وانتظرت رده ولكنه لم يرد فأغلقت السماعة وجلست تبكى وبعد ساعة اتصل بها
وقال أنا أيضا أحببتك وكنت أحترق شوقا إليك لكنى لم أستطع مصارحتك لأنك كنت فى حالة تحتاجين فيها الى أى شخص ولست أنا لذاتى فقد شعرت انك أحببت الدكتور خالد وليس خالد الانسان .
فقالت برقة وأنوثة لقد أحببت أنت وليست الصفات التى اكتسبتها من عملك كدكتور ، فقد أحببت فيك حبك لله وانسانيتك والقلب المرهف ، لقد شعرت فيك بالرجل الحقيقى الذى أستطيع أن أظهر له ضعفى وقلة حيلتى دون خوف من أن تستغلهم ضدى .وفى اليوم التالى ذهبت اليه فى العيادة وانتظرت حتى خرج آخر مريض من عنده ودخلت فاستقبلها بفرحة كبيرة فقد كان مشتاقا إلى رؤياها ، وبدأ الكلام وبدأت معه نظرات الحب والتفت حولهم شياطين الجن فدفعوهم إلى بحر الخطيئة الفكرية فتركها عذراء الجسد ولم يتركها عذراء الفكر والمشاعر
ورجعت بيتها وعلى مضجعها انتظرتها الشياطين وزينت شهواتها ولكن ضميرها أقام لها محاكمة قاسية فتبعثرت الشياطين وانطمست الغرائز وانتهت المحاكمة بأخذ جرعة مضاعفة من المنوم
وفى الصباح قررت أن تبتعد عنه فإما أن يحلل علاقتهم بالزواج وإما أن تنساه .
وبعد أسبوعين اتصل بها وبكل حدة بادرته بسؤالها لماذا لم تحاول الاتصال بى طوال هذه المدة ؟فرد بهدوء وصوت حزين أعذرينى حبيبتى فقد تذكرت زوجتى وذهبت لأزور قبرها . وبنفس الحدة قالت جلست تتذكر زوجتك لمدة أسبوعين كاملين هذا أمر لا يصدق .......
فقاطعها وقال بصوت رقيق رومانسى أنا أرغب فى رِِِؤياك فأنا أحتاجك كثيرا . وأغلقت السماعة بعد أن قال لها أنه ينتظرها فى العيادة وقررت أن تذهب اليه فى أجمل صورها وتخيره إما الزواج وإما الفراق لأنها ليست على استعداد أن تضحى بسمعتها فى سبيل حب بلا نهاية .
وارتدت فستان أحمر وتعطرت بعطر جميل نفاذ يشمه المرء حين يقترب منها وارتدت العباءة فوق الفستان ووضعت طرحة على شعرها واستطاعت الرغبات أن تقنع ضميرها بأنها تحبه ويحبها وأنها المقابلة الأخيرة التى سيتحدد فيها المصير فأباح لها الخروج ،
وعندما وصلت العيادة لم تجد الممرضة موجودة ووجدته وحده فى العيادة فأبت أن تدخل ولكن بعد الحاح منه أستطاع أن يقنعها بالدخول ودخل معها الآف الشياطبن فإن القلوب التى بها ذرات من الإيمان لا يقدر عليها شيطان واحد .
وهذه المرة لم يدخلوا غرفة الكشف بل دخلوا الغرفة الأخرى التى يعيش فيها فهو بعد وفاة زوجته لم يستطع أن يعيش فى شقته وحده فأقام فى هذه الغرفة من العيادة .
وجلسوا على الأريكة أمام التليفزيون وكثير من الكلام دار بينهم ولكنها خجلت أن تعرض عليه الزواج وفجأة سكت ونظر اليها وقال وهو يضحك -هذه المرة الأول التى أراك فيها ترتدين عباءة سوداء لقد أصبحت تشبيهن النساء العربيات
فضحكت وقالت- لأنها المرة الأولى التى أرتدى فيها فستانا أحمر وباندفاعية خلعت العباءة عنها ولحظات من الصمت مضت ونظرات حائرة فى جسد لم يرى مثله ابدا ، وطالت لحظات الصمت ودفعتهم الرغبات و الشياطين الى بحر الخطيئة الجسدية ،
وهذه المرة لم يتركها عذراء الفكر والجسد .
وبعد أن انتهت الخطيئة اندلعت نيران فى السجادة فخرج من الغرفة سريعا وأتى بدلو من الماء واطفأ النيران ثم نظر اليها وجدها تقف فى حالة ذعر فى آخر الغرفة فأحضر لها كوبا من الماء وبعد أن شربت سألته بصوت مرتعش
مالذى أشعل النار فى السجادة ؟ فجلس على الأريكة وقال انها زوجتى
فقالت بدهشة زوجتك ! فرد بصوت منخفض نعم انها هى لأنى عاهدتها قبل أن أتزوجها بانى لن أخونها ولن أتزوج عليها أو بعدها إذا ماتت وتوعدتنى بالانتقام إذا خالفت العهد .
فنظرت اليه فى حيرة وسألته كيف ماتت زوجتك ؟
لقد انتحرت عندما عرفت انها غير قادرة على الانجاب ومنذ موتها أشعر أن روحها تحوم حولى فى كل مكان وفى كل لحظة ولذلك أعيش هنا فى العيادة فقد يأتينى مرضاى فى أى وقت .
وبصوتها الباكى سألته هل هذا معناه اننا لن نتزوج ؟ فأجاب روحها لن تتركنا واتجهت نحو النافذة بجانب السجادة المحروقة وقالت اذن أنا الآن لا أستطيع أن أتزوجك أو أتزوج غيرك ولن أستطيع الحياة بين الناس بعد ما حدث .
فقال اهدئى حبيبتى سنجد حلا فأنا أحبك ولن استطيع الحياة من دونك ، وقام من على الأريكة وهو يقول سأحضر لك كوبا من العصير حتى تهدئى .
وخرج من الغرفة فجلست على السرير تبكى ونظرت الى الأرض فوجدت ولاعة على الارض مكان السجادة المحروقة بجانب الجهة التى كان ينام فيها واقتربت من الأرض فشمت رائحة كيروسين واستنتجت سرعة احضاره لدلو الماء وهدوءه بعد اشتعال النار فى السجادة وتبريره الغير مقنع الذى قاله عن انتقام زوجته وتملكتها حالة من البكاء والندم وتأنيب الضمير لم تستطع مواجهتها
وفجأة رأت على الطاولة التى تتوسط الغرفة طبق فاكهة وعليه سكين فقررت الانتقام ومسكت السكين بمنديل موجود على الطاولة وغرستها بقوة فى عنقها فسقطت على الأرض ميتة .
وبعد لحظات دخل خالد الغرفة وهو يحمل كوب العصير فوجدها ملقاه على الأرض والسكين فى عنقها ودمائها حولها على الارض فوقع الكوب وأنتابته حالة من الهلع والذعر فترك العيادة وهرب وهربت معه الشياطين وبعد ساعات اكتشف البوليس الحادث كما اكتشف فى العيادة العديد من السجادات المحروقة وتم القبض عليه بعد يومين بتهمة القتل العمد والاخلال بشرف المهنة
وفى يوم نزلت إلى المكتبة كعادتها لتشترى كتابا جديدا وجدت كتابا يحمل اسما غريبا وهو "نفوس فى الظلام "
للكاتب الدكتور خالد عثمان انه الدكتور النفسانى الذى كان يعالجها على مدار عامين كاملين
ثم توقف منذ عام تقريبا عن العلاج لأنها تحسنت كثيرا وشعرت انها تحبه وعندما صارحته قال لها بأسلوب لطيف وهادئ
أن كل المرضى يشعرون بما يسمى الحب الوهمى للدكتور الذى عالجهم لأنه يساعدهم ويفهمهم
فيشعرون انهم لا يستطيعون الحياة دونه
ولكن بعد العلاج يعيشون حياتهم بطريقة طبيعية وينسون الدكتور وينسون انهم كانوا مرضى
أما هى فلم تنساه وتشعر أنها تحبه بصدق فهى لم تحب فيه مجرد شخصية الدكتور النفساني الذى فهمها واستمع الى مشاكلها وأحاسيسها ومشاعرها وساعدها فى الخروج من ظلام الاكتئاب
لأنها تعلم جيدا أن أى دكتور نفسانى آخر لديه نفس الصفات لأن هذه الصفات تخلقها دراسة الطب النفسى عموما ، فهى أحبت فيه الانسان وليس الدكتور
حولها رجال كثيرون وكانت تعتقد أن الرجل ليس إلا مجرد صفة يطلقونها على أى انسان تختلف معالم جسده عن معالم جسد المرأة
ولكن عندما اقتربت من الدكتور خالد شعرت بكائن غريب لم تشعر به من قبل ، كائن رقيق لديه مشاعر جميلة وحب لا نهائى يكفى كل البشر ، كائن يكفيها عن الناس كلها فهى تشعر بجانبه أنها لا تحتاج لأى شئ آخر فى هذه الحياة
أشترت الكتاب ورجعت الى بيتها جلست على مقعدها الهزاز فى غرفتها بعد أن أطفأت مصباح الغرفة الأساسى وأضاءت مصباح صغير بجانب مقعدها
فكم كانت مشتاقة الى أى شئ يطفئ نار حنينها إليه غير الأدوية والمهدئات التى مازالت تتناولها حتى تخفف احساسها بالحزن واليأس والكآبة
فتحت أول صفحة فى الكتاب ولم تتملكها الدهشة حين رأت أن الفصل الأول فى الكتاب يحكى مآستها مع الأكتئاب واليأس والاحباط والاضطراب فيقول
كانت تتمنى الموت فى كل لحظة وحاولت الانتحار عدة مرات
وبعد عامان من العلاج تحسنت حالتها ولكنها لم تشفى تماما لأنى لم أستطع أن أجعلها تغير النظرة التشاؤمية التى تنظر بها نحو الحياة
ولكنى أستطعت أن أجعلها تتأقلم مع أفكارها بحيث لا تكون عقبة لها بل تكون حافز لها على النجاح
لأن فكرها واقعى جدا ينظر الى بعيد فعندها يقين بفناءها وفناء العالم فى القريب ولديها الحجج والبراهين التى لا تسمح لأحد أن يغير هذه الفكرة
فاستطعت أن أجعل هذه الحجج والبراهين هى الدافع لها لأن تقوم برسالتها فى الحياة وبالفعل آمنت أنها خلقت من أجل القيام بتنوير المجتمع واختارت أن تكون من طبقة مثقفى المجتمع كما أنها بدأت تكتب وانا الآن فى انتظار أن أرى لها كتابا أو بحثا فى مجلة اجتماعية ، وكانت من أغرب الشخصيات التى جذبتنى اليها ............."ء
وأكملت قراءة الكتاب لتجد أن أكثر من نصف الكتاب يحكى عنها والباقى يضم عدة حالات أخرى
فى اليوم التالى اتصلت به وتعرف على صوتها من كلمة " الو"
فقالت عرفت أنه أنا بهذه السرعة يبدو أنك كنت فى انتظار مكالمتى .
فرد قائلا أنا دائما فى انتظار كل من أريد أن أطمئن عليه .
ضحكت وقالت مازلت ترفض أن تعطينى أى صفة أخرى غير صفة المريضة .
فرد بحدة أعتقد أنك بصحة جيدة الآن ولا يحق لى أن أقول عليك مريضة .
وإن لم أكن كذلك لم كتبت عنى أكثر من نصف كتابك "نفوس فى الظلام
لأنك تغلبت على المرض النفسى فأردت أن تكونى مثلا يحتذى به الآخرين .
فتنهدت وقالت ولكنى لم أشفى كما قلت وكل مافى الأمر انى تأقلمت مع أفكارى ونفسى ومازلت لا أستطيع النوم إلا بمنوم ولا أتخلص من الصداع إلا بمهدأ .
فرد بحدة أنا لا أستطيع أن أخلقك من جديد فأنت لا تتوقفين عن التفكير وليس بيدى شئ أفعله لك سوى انى أساعدك إما بالتخلص من أفكارك وأنت مقتنعة بأفكارك بشكل قوى جدا
وترفضين العلاج بجلسات التنويم الايحائى و إما أن أساعدك على التأقلم مع أفكارك وانت التى اخترتى الحل الأخير وسبيلك الوحيد للراحة من التفكير هو المهدئات والمنوم
وبعد أكثر من ساعة انتهت المكالمة وقد عبر لها عن رغبته فى أن يكون بينهم صداقة ، ولكنها لم تكلمه بعدها حتى لا تشعل نيران الحب فى قلبها مرة أخرى
وبعد أسبوع اتصل بها وسألها عن غيابها عنه فانتهزت الفرصة لتتأكد أنه فعلا يحبها أم لا
فقالت له أعذرنى يا خالد فأنت لن فأنت لن تستطيع أن تكون لى صديق لأنك كنت بالنسبة لى حبيب والحبيب لا يستطيع أن يتحول الى صديق وأنت رفضت الحب وأنا لا أريد أن يحترق قلبى من أجل صداقة لن تستمر لأن التقاليد والمجتمع لن يسمحوا لها بالاستمرار
وسكتت وانتظرت رده ولكنه لم يرد فأغلقت السماعة وجلست تبكى وبعد ساعة اتصل بها
وقال أنا أيضا أحببتك وكنت أحترق شوقا إليك لكنى لم أستطع مصارحتك لأنك كنت فى حالة تحتاجين فيها الى أى شخص ولست أنا لذاتى فقد شعرت انك أحببت الدكتور خالد وليس خالد الانسان .
فقالت برقة وأنوثة لقد أحببت أنت وليست الصفات التى اكتسبتها من عملك كدكتور ، فقد أحببت فيك حبك لله وانسانيتك والقلب المرهف ، لقد شعرت فيك بالرجل الحقيقى الذى أستطيع أن أظهر له ضعفى وقلة حيلتى دون خوف من أن تستغلهم ضدى .وفى اليوم التالى ذهبت اليه فى العيادة وانتظرت حتى خرج آخر مريض من عنده ودخلت فاستقبلها بفرحة كبيرة فقد كان مشتاقا إلى رؤياها ، وبدأ الكلام وبدأت معه نظرات الحب والتفت حولهم شياطين الجن فدفعوهم إلى بحر الخطيئة الفكرية فتركها عذراء الجسد ولم يتركها عذراء الفكر والمشاعر
ورجعت بيتها وعلى مضجعها انتظرتها الشياطين وزينت شهواتها ولكن ضميرها أقام لها محاكمة قاسية فتبعثرت الشياطين وانطمست الغرائز وانتهت المحاكمة بأخذ جرعة مضاعفة من المنوم
وفى الصباح قررت أن تبتعد عنه فإما أن يحلل علاقتهم بالزواج وإما أن تنساه .
وبعد أسبوعين اتصل بها وبكل حدة بادرته بسؤالها لماذا لم تحاول الاتصال بى طوال هذه المدة ؟فرد بهدوء وصوت حزين أعذرينى حبيبتى فقد تذكرت زوجتى وذهبت لأزور قبرها . وبنفس الحدة قالت جلست تتذكر زوجتك لمدة أسبوعين كاملين هذا أمر لا يصدق .......
فقاطعها وقال بصوت رقيق رومانسى أنا أرغب فى رِِِؤياك فأنا أحتاجك كثيرا . وأغلقت السماعة بعد أن قال لها أنه ينتظرها فى العيادة وقررت أن تذهب اليه فى أجمل صورها وتخيره إما الزواج وإما الفراق لأنها ليست على استعداد أن تضحى بسمعتها فى سبيل حب بلا نهاية .
وارتدت فستان أحمر وتعطرت بعطر جميل نفاذ يشمه المرء حين يقترب منها وارتدت العباءة فوق الفستان ووضعت طرحة على شعرها واستطاعت الرغبات أن تقنع ضميرها بأنها تحبه ويحبها وأنها المقابلة الأخيرة التى سيتحدد فيها المصير فأباح لها الخروج ،
وعندما وصلت العيادة لم تجد الممرضة موجودة ووجدته وحده فى العيادة فأبت أن تدخل ولكن بعد الحاح منه أستطاع أن يقنعها بالدخول ودخل معها الآف الشياطبن فإن القلوب التى بها ذرات من الإيمان لا يقدر عليها شيطان واحد .
وهذه المرة لم يدخلوا غرفة الكشف بل دخلوا الغرفة الأخرى التى يعيش فيها فهو بعد وفاة زوجته لم يستطع أن يعيش فى شقته وحده فأقام فى هذه الغرفة من العيادة .
وجلسوا على الأريكة أمام التليفزيون وكثير من الكلام دار بينهم ولكنها خجلت أن تعرض عليه الزواج وفجأة سكت ونظر اليها وقال وهو يضحك -هذه المرة الأول التى أراك فيها ترتدين عباءة سوداء لقد أصبحت تشبيهن النساء العربيات
فضحكت وقالت- لأنها المرة الأولى التى أرتدى فيها فستانا أحمر وباندفاعية خلعت العباءة عنها ولحظات من الصمت مضت ونظرات حائرة فى جسد لم يرى مثله ابدا ، وطالت لحظات الصمت ودفعتهم الرغبات و الشياطين الى بحر الخطيئة الجسدية ،
وهذه المرة لم يتركها عذراء الفكر والجسد .
وبعد أن انتهت الخطيئة اندلعت نيران فى السجادة فخرج من الغرفة سريعا وأتى بدلو من الماء واطفأ النيران ثم نظر اليها وجدها تقف فى حالة ذعر فى آخر الغرفة فأحضر لها كوبا من الماء وبعد أن شربت سألته بصوت مرتعش
مالذى أشعل النار فى السجادة ؟ فجلس على الأريكة وقال انها زوجتى
فقالت بدهشة زوجتك ! فرد بصوت منخفض نعم انها هى لأنى عاهدتها قبل أن أتزوجها بانى لن أخونها ولن أتزوج عليها أو بعدها إذا ماتت وتوعدتنى بالانتقام إذا خالفت العهد .
فنظرت اليه فى حيرة وسألته كيف ماتت زوجتك ؟
لقد انتحرت عندما عرفت انها غير قادرة على الانجاب ومنذ موتها أشعر أن روحها تحوم حولى فى كل مكان وفى كل لحظة ولذلك أعيش هنا فى العيادة فقد يأتينى مرضاى فى أى وقت .
وبصوتها الباكى سألته هل هذا معناه اننا لن نتزوج ؟ فأجاب روحها لن تتركنا واتجهت نحو النافذة بجانب السجادة المحروقة وقالت اذن أنا الآن لا أستطيع أن أتزوجك أو أتزوج غيرك ولن أستطيع الحياة بين الناس بعد ما حدث .
فقال اهدئى حبيبتى سنجد حلا فأنا أحبك ولن استطيع الحياة من دونك ، وقام من على الأريكة وهو يقول سأحضر لك كوبا من العصير حتى تهدئى .
وخرج من الغرفة فجلست على السرير تبكى ونظرت الى الأرض فوجدت ولاعة على الارض مكان السجادة المحروقة بجانب الجهة التى كان ينام فيها واقتربت من الأرض فشمت رائحة كيروسين واستنتجت سرعة احضاره لدلو الماء وهدوءه بعد اشتعال النار فى السجادة وتبريره الغير مقنع الذى قاله عن انتقام زوجته وتملكتها حالة من البكاء والندم وتأنيب الضمير لم تستطع مواجهتها
وفجأة رأت على الطاولة التى تتوسط الغرفة طبق فاكهة وعليه سكين فقررت الانتقام ومسكت السكين بمنديل موجود على الطاولة وغرستها بقوة فى عنقها فسقطت على الأرض ميتة .
وبعد لحظات دخل خالد الغرفة وهو يحمل كوب العصير فوجدها ملقاه على الأرض والسكين فى عنقها ودمائها حولها على الارض فوقع الكوب وأنتابته حالة من الهلع والذعر فترك العيادة وهرب وهربت معه الشياطين وبعد ساعات اكتشف البوليس الحادث كما اكتشف فى العيادة العديد من السجادات المحروقة وتم القبض عليه بعد يومين بتهمة القتل العمد والاخلال بشرف المهنة
1 comment:
انا مش ناقدة
لكن انتى ليه مقيدة كتابتك؟
ولية بتبررى ؟؟
القصة جيدة جدا لكن الصياغة محتاجة انك تتحررى من قيودها
Post a Comment