بدأت الحياة منذ زمن بعيد وبدأت معها الأنغام ونعيش نحن بالرقص على هذه الأنغام
ولدت منذ زمن لا بأس به و تعلمت الرقص على أنغام الحياة كبرت سريعا فأخذنى من يدى
جذبنى نحوه ورقصنا على الأنغام الصاخبة ننزل ونصعد على سلم موسيقى الحياة ... نظرت
هناك رأيتهم يحفرون حفرة عميقة.هدئت الأنغام , اقترب فاقتربت وحدث كل شئ بالفطرة
سكتنا نحن فتكلمت الغرائز الأنسانية .الظلام حولنا من كل جانب إلا بعض الجوانب سرقت
الأضواء من مصابيح بعيدة فنظرت هناك وجدتهم يلقون بحجارة كثيرة وكبيرة فى
الحفرة ..ارتفعت الأنغام صاحبها بكاء الطفل فأخذوه بعيدا وبدأت نغمة أخرى من نغمات
الحياة , صراخه يتعالى فى أذنى .... قلبى يكاد ينفطر.... حضنى يفتقد جسده الصغير فتركته
يرقص وحده واسرعت وراء طفلى ، نادانى ارجعى فلم أرد سوى بكلمة واحدة وهى " ابنى " وسكتنا مرة أخرى وتكلمت الغريزة ..... أنهار من الحب والحنان تدفقت فى فمه أخذت
طفلى ورجعت اليه وتداخلت النغمتين لنرقص ثلاثتنا على هذه النغمة الجديدة ولكنهم جاءوا
فأخذوه مرة أخرى واختفت نغمته لتبقى نغمة واحدة تكفينى أنا وهو فقط .فؤجئت أنى اقترب من الحفرة ورأيتهم يلقون بجمرات من نار داخلها ..مازلنا نرقص فنظرت فى عينيه وسألته
ما هى رقصتنا فى الحياة ؟
قال أيهمك أن تعرفى ؟
نظرت اليه فى حيرة من هدوءه القاتل
ونحن نقترب من الحفرة وقلت أعلم أنى تأخرت فى السؤال ولكنى أريد الاجابة ارتفعت
الأنغام اقتربنا من الحفرة اكثر فسألته مرة أخرى ما هى رقصتنا فى الحياة ؟ارتفعت الانغام
أكثر و أكثر ورأيته يتكلم ولكنى لاأسمعه اقتربت منه وهو يعيدها وصلنا لحافة الحفرة وقرأت
شفاه وهو يقولها بكل ثقة .. رقصة الحرام
وقعت فى الحفرة وانا أصرخ ألم ترقص معى ؟؟؟؟؟؟؟
هدئت الأنغام سمعته يقول نعم رقصت لكنها ليست حفرتى .
احترق فستانى واحترق جسدى وانا أصرخ ولا مجيب نضج جلدى وتفحم ثم بدأ يتبدل بجلد جديد .
اه .........عذاب شديد قاسى ليته ينتهى وفجأة شعرت بيد تلامس يدى فنظرت الى يدى فى حالة ذعر وجدته يقول استيقظى لقد أشرقت الشمس .
سألته أين أنا ؟
قال لا تخافى انت هنا فى حضنى ولكن يجب أن تسرعى زوجك على وشك الوصول يجب أن تستقبليه فى المطار .
نزلت من شقته ركبت السيارة فى طريقى للمطار وأنا أفكر فى الحلم ومعناه وهل هناك فعلا جنة ونار ؟
.وصلت الى المطار عرفت ان الطائرة التى كان من المفروض أن تصل اليوم من الصين
وصلت ليلة أمس من المؤكد أن زوجى عرف انى نمت خارج المنزل أمس وعرف أنى
تركت ابنى عند أمى بحجة انى أجهز لاستقباله .
رجعت الى شقتى لم أجده ووجدت ورقة معلقة على باب غرفة النوم مكتوب فيها " أنت طالق وقد أخذت ابنى من عند أمك ولا تحاولى ان تقابلينا أو تتصلى بنا لأن ابنك أمه ماتت
.
ألقيت الورقة على الأرض وجلست على الكرسى أمام المرآه أبحث عن دمعة ندم أو نظرة حزن لكنى لم أجد فقد تعلمت أن الندم لا يفيد والحزن يسرق لحظات العمر .
دخلت المطبخ لأعد كوبا من الشاى وأنا أتذكر كل لحظة جميلة استمتعت بها معه أمس حتى أشعر بسعادة بعيدا عن أى احساس اخر يمكن أن يجلب لى الحزن ومددت يدى لأأخذ علبة الكبريت فوقع منى خلف البوتجاز فزحزحته قليلا لأبحث عن علبة الكبريت فأوقع أنبوبة الغاز وانفجرت فاحترق الفستان .... وتفحم جسدى.... وارتفعت الأنغام مرة أخرى ولكنها لم ترتفع عن صوت صراخى
2 comments:
دائماً اقرأ بالمدونات العديدة وأمضي.
ولست أدرى لمَ استوقفتني اليوم أكثر من مدونة.
هذه واحدة منهم توقفت عندها كثيراً ثم قررت وضع تعقيب أيضاً. رغم اني ربما لا يسعدني الحظ بالعودة إلى هذه الصفحة مرة أخرى.
ولكن لأن حروف الرقصة بديعة وصادقة جداً
فأحببت فقط تسجيل إعجابي الشديد بهذه الكلمات.
الرقص على انغام الحياة
كلام كبير قوى
للى يفهمه !0
Post a Comment