كثير منا يولد فى حياة قاسية تدفعه لتقديم تنازلات كثيرة ليعيش بين الناس ذليلا بسبب صراعات لا ذنب له فيها
لكن هل هذا المبدأ يمكن تطبيقه على عرب اسرائيل ؟
عندما اعترفت لى صديقتى بانها تحب شاب اسرائيلى حسبتها نزوها عادية مثلها مثل أى تجربة جديدة تعيشها لمجرد الشعور باللذة
والرغبة فى التجديد لكنى وجدت نفسى حائرة استرجع صور المذابح والقتل والاستعمار الذى تمارسه اسرائيل وحائرة ما بين الشعور بالغضب والشعور بالشفقة خاصة عندما حكت لى التفاصيل الدقيقة لحياة هذا الشاب
فهو شاب مسلم وسيم اسمه خالد ولد فى اسرائيل مثله مثل المليون وثلاثمائة وخمسون الف عربى الذين يعيشون هناك بعد ان رفضوا الخروج من أرضهم للعيش كلاجئين فى الدول الاخرى يبحثون عن يمستقبل مبهم ورضوا بكل أشكال الظلم الذى يتعرضون له يوميا
تعرفت صديقتى عليه فى السعودية ليقضوا مع بعضهم البعض ثلاثة شهور بعيدا عن أية ضغوط أو انتقادات
وعندما عادت الى مصر وجدت وجه آخر لكل من تحكى له حكايتها معه
صديقتنا الثالثة هددتها بمقاطعتها وانهاء صداقتها للابد لمجرد كلمة اسرائيلى
اما انا فسألتها هل ستتحملى الحياة فى اسرائيل وأن تحرمى اولادك من الجنسية المصرية ؟
ردت على .. الحياة فى مصر أصبحت لا تطاق أما فى اسرائيل فسيجدوا هناك حياة أفضل وتعليم أفضل وفرص عمل أحسن
وأنا على استعداد التخلى عن الجنسية المصرية فى مقابل الخروج من هنا وكل الدول العربية
ففى الخارج لن تجدى من يتربص بالآخر لاصطياد أخطاؤه ولن اجد احدا يتدخل فى حياتى ولن أجد من يدعى أنه ملاك باسم الدين وباسم الاخلاق وهى يرتكب كل انواع المعاصى لكن فى الباطن
نظرت اليها فى حزن وشفقة على حالها "المائل " بسبب غفلتها وقلة ايمانها بالله وبالوطن وقلت لها بأنها اذا استمرت فى تلك العلاقة لن أستطيع أن أقابلها او اكلمها كثيرا لأنى أريد ان أحافظ على ملفى الأمنى
فأنا لدى طموح فى عملى وأتمنى أن أمسك فى يوم من الايام أخبار الرئاسة وهذا يتطلب تحريات امنية دقيقة
انتهت مقابلتنا فى ذلك اليوم بعد حضن دافئ لا أجده الا بين ذراعيها وكل واحد منا يحمل فى صدره العديد من التساؤلات حول المستقبل الغامض الذى ينتظرنا كما يحمل علاقة صداقة دامت اكثر من15 سنة رغم كل الاختلافات بين شخصياتنا وطباعنا وفكرنا وسلوكنا