يبدو أن كل شئ فى مصر أصبح قابل للبيع بسبب السياسة الرشيدة لحكومتنا المبجلة التى لا تتوانى لحظة فى ارهاق المواطن المصرى وتعذيبه بكل السبل الاقتصادية والصحية والنفسية
حيث أصبح كل وزير يفكر فى كيفية جنى الأموال من الشعب من خلال تقديم خدمات وزارته بشكل استثمارى
متناسيا أنه بالاساس يتواجد فى هذا المنصب لخدمة بلده وشعبه
وضمن مفاجآت الحكومة الذكية طالعتنا الجرائد اليوم بالمشروع الجديد لوزراة الصحة تحت اسم جديد وهو إسناد إدارة الإسعاف للشركة الأجنبية
ولأول مرة فى تحقيق صحفى يقع فى اول صفحة الأخبار بجريدة قومية وهى الأهرام المسائى نجد هجوم حاد على مشروع قرار الوزير حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان
بصراحة ليس لدى أى تعليق سوى تجربتى الشخصية التى مررت بها مع سيارات الاسعاف حيث أخذ العاملين على سيارة الاسعاف منا أكثر من خمسين جنيه مرة لنقل جدى من البيت للمستشفى داخل القاهرة ومرة أخرى 50 جنيه أيضا لنقل أبى من مستشفى لمستشفى أخرى بعد محاول للبحث عن سرير خالى فى غرفة العناية المركزة فى احد المستشفيات فى الاسكندرية ومرة اخرى اكثر من 100 جنيه لنقل خالتى وزوجها واولادها الى المستشفى
وحدث ذلك وقت ما كان الاسعاف يتبع القطاع العام فماذا سندفع نحن اذا تم خصخصتها
وحتى لا أنسب المعلومات التى عرضها التقرير الصحفى لنفسى سأضعه بين أيديكم كما كتبه الاستاذ محمد حسان رئيس قسم المتابعات بالأهرام المسائى
الدولة أنفقت علي تطويره800 مليون جنيه من اللحم الحي
الإســعاف.. إيــجـار أم تـــمـليك؟
لماذا يريد وزير الصحة تحويل الإسعاف إلي هيئة اقتصادية مستقلة؟
أسرار الاتفاق مع شركة ميد كير لإدارة المرفق بعيدا عن القوانين المصرية!
من يتحـمل تكاليف نــقـل المــرضي والمــصابين غـــير القادرين عـلي الســداد؟
تقرير يكتبه: محمد حسان
وكأن وزارة الصحة والسكان أصبحت حقلا للتجارب التي لا تستهدف الوصول إلي شفاء المريض وإنما قتله دون جرعة مخدر زائدة, أو عدوي ميكروبية خلف سرير المستشفي, أو فيروسية من خلال محاليل أدمنت التلوث وخالفت المواصفات وابتعدت عن حدود التعامل الآدمي.تجارب الصحة هذه المرة تنطلق من الإسعاف ويقودها جهابذة التغيير الإداري المزعوم بعقلية ما يسمونه بالقطاع الخاص الذي هو بريء من مصالحهم وأرباحهم وتجاربهم الفاشلة.فقد تكشفت أمام الأهرام المسائي وقائع جريمة منظمة يتم ترتيبها لضرب واحد من أهم قطاعات الصحة وهو الإسعاف حيث يتردد أن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان يخطط لتحويل الإسعاف إلي هيئة اقتصادية وهي الصورة الممسوخة لما يمكن تسميته بخصخصة الإسعاف بشعار أنقل إلي المستشفي من يستطيع دفع تكاليف سيارة الإسعاف وأترك من لا يستطيع دفع التكاليف يموت علي اعتبار أن وزارة الصحة هي المسئولة عن تنظيم الأسرة وبالتالي يقدم د. حاتم مصطفي الجبلي طريقة مبتكرة للتخلص من الناس خاصة من ضحايا المرض والحوادث والكوارث وكأنها نظرية جديدة لقارب النجاة الذي يتخلص من الأفقر والأكثر مرضا حتي يصل إلي شاطئ الأثرياء!!ورغم أن الدولة خصصت800 مليون جنيه من حصيلة بيع الأراضي في المدن الجديدة لتحديث الإسعاف وتطويره وهو ما ظهر بوضوح في758 من نقاط الإسعاف المنتشرة علي مستوي الجمهورية وتطوير الاتصالات فيما بينها وتدريب5200 مسعف وحوالي ألفي سائق وأكثر من ألف من أطباء الطوارئ إلا أن وزير الصحة والسكان ومساعديه استكثروا علي المصريين أن يمتلكوا قطاعا ناجحا.فذهب عقل الوزير إلي أوروبا باحثا عن شركة يقال إنها عالمية وتسمي ميد كير911 وقيل إن لها تجارب عالمية في المساعدة في تطوير وتحديث الخدمات الإسعافية في جنوب إفريقيا وقرر أن يتفق مع الشركة علي إدارة ما سوف تتم تسميته بـ هيئة إسعاف مصر حسب الدراسة الوهمية التي تم إعدادها لخداع رئيس الوزراء وباقي مسئولي الدولة رغم أنه تم شراء سيارات الإسعاف الجديدة, وبناء نقاط الإسعاف وشراء ملابس المسعفين وكل مستلزمات التحديث من موازنة الدولة, ومما يسميه الفقراء باللحم الحي علي اعتبار أنه من أموال بيع أراضي الدولة علي أن يسلم كل ذلك إلي الشركة الأجنبية صاحبة المعجزات في إدارة الإسعاف وعلي اعتبار أن أصحاب التغيير المزعوم في وزارة الصحة يفتقدون الثقة في قدرة أي مصري علي إدارة الإسعاف, وحتي يدار المرفق بعيدا عن القوانين المصرية استكمالا لمعجزات ماكنزي والشركات المتعددة الجنسية في الصحة والدواء.وتم بالفعل عرض ملف الشركة الأجنبية علي اللواء أركان حرب أحمد فرج مساعد وزير الصحة للشئون المالية لحسم إسناد إدارة الإسعاف للشركة الأجنبية بالأمر المباشر ودون مناقصات علي أساس أنها بلا منافس وتعطي لكل ضحية في حادث أو مأساة بدلا من الروح روحين مع ضمان بعمر لا يقل عن100 سنة استثمارية أما الأرباح فيحددها مسئولو الصحة الذين جهزوا الأكفان لكل قطاعات الصحة لدفنها في مدافن القطاع الخاص القريبة إلي الفؤاد.وزير الصحة وهو يقدم ما يدرس تسميته هيئة إسعاف مصر هدية للشركة الأجنبية صاحبة المعجزات, إنما يهدي تلك الشركة أول إسعاف طائر أو مرسي بحري ونهري للإسعاف و758 نقطة مطورة للإسعاف وبالتالي فإن الشركة ستقوم بالربحية فقط لمصلحة مستثمري وزارة الصحة والسكان.سألت أحد مسئولي العلاج الطبي بوزارة الصحة عن حقيقة ما يجري في الإسعاف فقال بالحرف الواحد: يا جماعة حرام عليكم دي مش خصخصة.. دي إدارة.. أصل دي أكبر شركة لإدارة الإسعاف. سألته: وهل ستحل مشكلات الشوارع الضيقة حتي يصل الإسعاف في موعده.. ولم يرد طالبا مني التوجه إلي مسئول بوزارة الصحة. وعدت لأسأله: ولماذا يتم تحويل الإسعاف إلي هيئة اقتصادية ورد: لقد طورت الدولة الإسعاف ومن حقها أن تحرره من القيود الروتينية في الإدارة. سألت: ومن يدفع؟ رد: المصاب التابع للتأمين الصحي ستتحمل الهيئة تكاليفه والفقراء تتحملهم وزارة التضامن الاجتماعي وكان عليه أن يضيف: أما من لا يتضح أنه من الفقراء وليس مشتركا في التأمين الصحي فإنه يترك في مكان الحادث حتي يموت!!