Oct 25, 2008

الحب من تل أبيب - 1



بين رحلة البحث عن الدين.. ورحلة البحث عن وطن

أخيرا عادت أعز صديقاتى من السفر بعد أكثر من ثلاثة أشهر قضتها فى الخارج بسبب عملها
عادت كعادتها ارتمت فى حضنى فى أول مقابلة لنا دون أن تكترث بنزلة البرد الشديدة التى أعانى منها
تقابلنا فى سيتى ستارز ومعنا صديقتنا الثالثة .... فنحن ثلاثة أصدقاء جمعتنا مدرسة واحدة ومستوى اجتماعى واحد ومستوى مادى يتقارب أحيانا ويتباعد أحيانا أخرى لكننا لا نأبه بهذا أبدا

نادرا ما يتذكر أحد السنوات الاولى له فى المدرسة أما أنا فلا أتذكر سوى يوم واحد فقط فى الصف الأول الابتدائى

اليوم الذى دخلت فيه الفصل بنت صغيرة عمرها 7 سنوات بفستان جينز قصير وشعرها الأسود الطويل يغطى أغلب وجهها وقدمتها لنا المدرسة بانها التلميذة الجديدة ولحسن حظى جاءت لتشاركنى فى مقعدى

ومنذ ذلك اليوم وهى تشاركنى فى كل شئ وأنا أحيانا أشاركها فى كل شئ

هذه هى صديقتى التى غابت عنى الثلاثة أشهر بسبب عملها
فكثيرا ما تبتعد فترة ثم تعود الى بشئ جديد وكنت أتقبله مهما كان

بين خلق الوجود وخلق الموجود

أتذكر يوم أتت لى يوما تعترف لى اعترافا خطيرا عن تعرضها لمحاولة تبشير بالمسيحية واقتناعها بها وذهابها للكنيسة مع ذلك الشاب المسيحى الذى أحبته والذى كان يلعب دور القديس الصغير ثم اكتشفت أن كل هذا كان بهدف اقناعها بزيارته فى منزله الذى يعيش فيه وحده وعندما لم تعطه ماأراده تركها ورجع لصديقته المسيحية

أعترف لكم أنى لم اتعصب عليها وقتها فقد كنت أنا أيضا فى نفس الوقت حائرة وكان يسيطر على سؤال واحد
ماذا لو لم أولد مسلمة ؟؟ وبدأت رحلتى لم فى البحث عن الديانات الموجودة فى العالم من البوذية وغيرها حتى وصلت الى المسيحية وطوائفها ثم الاسلام من جديد

وقتها شعرت بأنى لأول مرة أعلن اسلامى وأيقنت بأنى لو لم أولد مسلمة لوددت أن أكون مسلمة
عندما عدت من رحلتى كانت صديقتى بدأت نفس الرحلة لكن الفرق كان الدافع

فقد كان الدافع الرئيسى لى هو البحث عن الطمأنينة والاجابة عن السؤال الذى يراود الجميع هل فعلا ربنا موجود ؟؟
واذا كان الله - سبحانه وتعالى عما يصفون- هو خالق الكون .. فمن خلق الله ؟

ورغم أنى لم أجد اجابة عن السؤال الأخير فى الاسلام الا أنى لم اجده أيضا فى أى ديانة او فكر آخر

فعدت للاسلام بعد اقتناعى بتأجيل هذا السؤال الى يوم القيامة لأنى لم أجدد سببا منطقيا واحدا لوجود الوجود والكون سوى وجود الله سبحانه وتعالى
أما الدافع الرئيسى لها لبدء رحلة البحث عن دين جديد هو الحب

أحزنتنى كثيرا عندما حكت لى أنها رأت فى الحلم سيدنا عيسى عليه السلام وهو جالس على عرش كبير يضحك لها ناحية الشمال وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام واقف هو وأصحابة ناحية اليمين ينظر لها بغضب شديد وهى تقف فى الوسط حائرة بينهم

وبعد انتهاء قصة الحب التى عاشتها تناست قصة البحث عن الدين وكأن شيئا لم يكن.. أما أنا فلم أسألها ان كانت تابت الى الله أم لا

لكنى رأيتها تصلى العصر فى احدى المرات بعدها ولم أعلق لأنى مقتنعة بأن العلاقة بين العبد وربه لا تأتى من الخارج وأنما هى علاقة متبادله تكمن فى الشعور بالاطمئنان من العبد يعقبه شعور بالرضا من الرب

وبعد مرور 5 سنوات على هذه المشكلة عادت صديقتى بعد غياب ثلاثة أشهر ترتمى فى حضنى وتحكى لى قصة حبها الجديد
ذلك الشاب الوسيم الذى يعمل طيارا فى احدى شركات الطيران الخاصة .. استمعت اليها فى فرحة فى محاولة لدفع العلاقة الى منطقة الزواج الشرعى

ثم اعترفت لى اعترافا صغيرا تعتقد انه لا يمثل اى عقبة او حاجز بينهما لأن الحب أقوى من أى شئ فى الدنيا
وأن أهم شئ هو الارتياح بينهم وأنها رأت فيه الشخص التى تريد أن تقضى بقية عمرها معه
ولكن أين ...! فى اسرائيل
يتبع ................ء

Oct 3, 2008

من تراث العشق والهوى ورحلة البحث عن الحب



فى رحلة البحث عن الحب

أؤمن دائما بأن الأقدار هى التى تجمع شمل الأحبة لكنى أؤمن أيضا بأن الشيطان يشاركها فى هذا الدور
ليفسد كل معنى جميل فى أى علاقة لكن لا أحد ينكر أن وجوده كالتوابل التى لا يمكن الاستغناء عنها فى اعداد الطعام

خاصة فى بداية العلاقة ثم يبدأ يلعب دور الشر عندما تبدأ العلاقة فى السير نحو الطريق الحلال


منذ أن بدأت أفكر فى خوض هذه الرحلة الشاقة فى البحث عن الحب وأنا أفكر جيدا فى كيفية فض الاشتباك الدائر ليلا ونهارا بين القلب والعقل

فقلب المرأة يحركه اللهفة والرغبة الجامحة فى الاحساس بالامان حتى اذا كانت الثروة والنفوذ فى يديها

أما العقل فهو كالآلة يقارن بين الصفات الموجودة والصفات المطلوبة

فكان الاشتباك أقوى منى خرجت منه اليه

فنواميس الكون فرضت على الرجل أن يختار من يحبها وفرضت المرأة أن تختار من بين محبيها


لا يحق لها أن تغير نواميس الكون وأن تختار من تحبه خارج الاطار المسموح لها واذا فعلت ذلك قد تخسر الكثير والكثير

فكان الدرس الأول الذى كان يجب أن أحفظه دائما ألا أسعى الى الحب

فرضخت للأمر الواقع ورجعت من حيث أتيت محتفظة بسرى الصغير عن محاولة البحث عن الحب


قد يتعجب من يعرفنى جيدا اذا قلت له إنى فى رحلة البحث عن الحب نظرا للمظهر الجاد وعدم الرغبة فى الاحتكاك بالجنس الآخر والتى تصل فى بعض الأحيان الى سلوك عدوانى تجاه بعض الأشخاص الذين قد يحاولون الدخول فى حياتى



أصحابى المقربين كثيرا ماكانوا يوجهون الى اللوم والعتاب بسبب هذه التصرفات ولكنى اكتشفت أن كثيرا من تصرفاتى كانت نتيجة أفكار مترسخة فى العقل الباطن من حكايات الأهل خاصة الأم والجدة عبر سنوات كثيرة منذ ان كنت فى الثامنة من عمرى زادتها تعقيدا حكايات الحب الخادع فى الأفلام والمسلسلات مؤكدة الصور الذهنية التى صاغتها العائلة فى ذهنى
ورغم ان البعض قد يتصور أن هذه التنشئة لها سلبيات الا أن ايجابيتها كثيرة وجوهرية فى الحياة

أهمها أنها تجنب الوقوع فى تجارب فاشلة كما أنها تساعد الفتاة فى عدم استهلاك مشاعرها وارهاق القلب بما لا يستحق


فمنذ صغرى عرفت أن الرجل دائما صياد يبحث عن الفريسة ينتهى بسرعة من التلذذ بالفريسة السهلة ثم يلتفت للفريسة الصعبة
ولكن تلك التنشئة التى يعترض عليها البعض علمتنى أنى يجب أن اكون الفريسة المستحيلة بالنسبة له


الخطيئة .. والتراث الموروث



جدتى كانت دائما تقول لى حكمة .. لا تأمنن على النساء أخ ٌ أخٌ فليس على النساء من الرجال أمين
وتقصد بالأخ هنا .. أى رجل غير المحارم حتى وان كان أخ الزوج أو الصديق المقرب


ثم تعقبها بحكاية الرجال الثلاث الذين كانوا يريدون السفر ولكنهم كانوا خائفين على أختهم الوحيدة فاتفقوا مع قديس انها تجلس عنده حتى عودتهم وفى اليوم الأول كان القديس يضع الأكل على باب حجرة الفتاة ثم يطرق الباب ويمشى وبعد أيام وسوس له الشيطان فكان يطرق الباب وينتظر حتى تفتح وبعد أيام أخر طرق الباب ودخل أكل معها حتى تملكه الشيطان ففعل ما كان محرما عليه




أما أمى فكانت دوما تحذرنى من الوقوع فى الشبهات وتحذرنى من اعطاء الفرص لأى أحد أن يقول انى على علاقة به لمجرد كلمة قلتها له مزدوجة المعنى حتى لا أكون كعنقود العنب فى حكاية الذئب


ثم تحكى لى حكاية الذئب الذى كان يقف أمام شجرة عالية بها عنقود من العنب لم يرى مثله ابدا ويحاول الوصول اليه ولكنه فشل فكان يذهب الي هذه الشجرة كل يوم الى أن مر عليه ذئب فقال له ماذا تفعل ؟

رد عليه وقال يوجد علي هذه الشجرة عنقود عنب لم ارى مثله أبدا


فنظر اليه وهو يشتهيه بشدة لكنه قال للذئب الآخر لقد ذقت منه حبة ولم يعجبنى فكان طعمه سئ المذاق ولا يستحق كل هذا العناء

ثم تركوا الشجرة وقرروا عدم العودة اليها أبدا بسبب كذبة الذئب الذى أكد انه أكل من العنقود حبة وكانت مُرة رغم انه يشتهيها
وكانت هذه الحكايات ومثلها لها تأثير كبير علي لم أعرف قيمتها الا عندما كبرت وتخرجت من الجامعة واشتغلت


ورأيت حكايات وحكايات من الخداع والتجارب الفاشلة التى تركت مكانها جروح عميقة فى قلوب أصحابها

بل ودفعتهم لمعالجة الجرح بجرح أكبر دمر حياتهم وحياة أطفال لا ذنب لهم


فأغلبها كانت حكايات تؤكد على وجودة فطرة طبيعية تدفع الرجل الى معركة عنيفة مع المرأة يختبر قوة تمسكها بالأخلاق فان خسرت المعركة يتركها واذا انتصرت عليه يتزوجها ويستأمنها على اسمه وعرضه فهى الوحيدة التى يكون معها السر عن الأب الحقيقى لابنها


لأن المرأة التى تقع بسهولة فى فخ الرجال فلن يوفر لها الزواج الحماية الكافية